( أمر ملكي )
لم تكن تغفو عيناي وأغط في سبات عميق بعد أن أستلقيت على فراشي بعد ليلةٍ متعبة جداً
إلاّ وقد صدر أمرٌ ملكي بتعييني رئيساً لهيئة مكافحة الفساد ، صدمت حينها وتصبب وجهي عرقاً
رغم برودة هذا الشتاء ، قلت في نفسي سوف أتحمل وأكون على قدر تلك المسؤولية والأمانة التي أُلقيت
على عاتقي ، خصوصاً أن هذا الأمر الملكي التي تشرفت به أتى من مقام خادم الحرمين الشريفين حفظه
الله . في المقابل هز مضجعي أكثر من كابوس في نفس اللحظة ، ياإلهي كيف سأقضي على كل هذا الفساد
والتخبطات التي وقع فيها أكثر الوزراء ، كيف لي أن أقتص لمريض السمنة ماجد الدوسري ولأخته رنا
وكيف سأرضي رهام حكمي ، كيف سأعطي كبار السن والأرامل والمحتاجين حقوقهم المسلوبة ، كيف
سأرضي المواطن وأضمن له عدم ارتفاع الأسعار ومحاربة جشع التجار ، كيف سأكشف سوء البنية التحتية
كيف سأجعل المواطن يسير في كل الطرق دون أن تهاجمه السيول ويغرق فيها، كيف وكيف وكيف ؟ لم يدم
البحث عن إجابة طويلاً (لذا قررت البدء بمحاسبة من هم على رأس الوزارة ) والرفع باسماءهم ومدى قصورهم
إلى المقام السامي حتى يتم محاسبتهم على كل مااقترفوه في حق كل أبناء الوطن ، ربما هكذا سيرتاح
ضميري لأني سأضمن رجوع الأمور إلى مسارها الصحيح ، طالما وصل كل هذا لولي الأمر الذي لن يولي
جُهداً في اتخاذ مايراه مناسباً سواءً بإقالة كل وزير يثبت أن المواطن تضرر وعانى كثيراً بسببه ، أو تشكيل
لجان رقابية تراقب عمل الوزارات وليس محاسبة صغار المسؤولين فقط . أشتدت الكوابيس أكثر وهي تردد
هيا : افعلها ،، وإلاّ لست بكفء بتعيينك رئيساً لهيئة مكافحة الفساد ، تباً لكِ أيتها الكوابيس المزعجة كيف
لا أفعلها وأنا لم أكن يوماً من الأيام منافقاً أو مطبلاً أو معدوم الضمير والأمانة تجاه وطني ، إذاً قم أيها الرئيس
هيا قم أيها الرئيس المعين ماذا تنتظر؟ ياللهول مالهذه الأحلام تخاطبني هكذا؟ ماأن هممت بالقيام وتلبية
كل مادار مسبقاً ، إلاّ وقد أستيقظت للتو من على سريري ، ولم يكن كل هذا إلاّ أضغاث أحلام ، تبخـرت معها
كل ماكنت سأقوم به . حينها لم أجد إلاّ أن أقدم أسفي لماجد الدوسري ورهام حكمي وأسفي أيضاً
لكبار السن والمحتاجين والأرامل ، وأسفي الأخير لكل مواطن تضرر من وزارة ما ولم يجد من ينصفه . فلم
يكن أمر تعييني إلاّ كابوساً هز مضجعي أثناء نومي … ولكن ياترى ماذا يفعل من تم تعيينه فعلياً لهيئة
مكافحة الفساد ؟
@abu_kholod