يستطيع احد من المحللين او من يسمونهم المفكرين او غيرهم ان يزعم انه توقع ما يحدث الان في العالم من متغيرات سياسية .
لم يكن الشرق الاوسط في يوم من الايام اوسط منه الآن ، الصراع الطائفي على اشده، وتغذيه دولة ولاية الفقيه ، ودولة الاحتلال الصهيونية ، الاكراد بقوميتهم يبحثون عن دولة توحدهم ، والفرس لا يرون التعبير عن اطماعهم التوسعية عيبا ، والعرب وهم يمثلون الغالبية العظمى من سكان هذا الاوسط تتجاذبهم الشعارات الحزبية الدينية والعلمانية بتنوعاتها ، افرزها ( سئ الذكر ) الربيع العربي .
هذه البيئة المتصارعة هي مايحتاجه صراع الدول العظمى عسكريا واقتصاديا ، هنا يصفون حساباتهم وهنا يرمون اوراقهم وهنا يضحون بالأمن والاستقرار غير آبهين لما يمكن ان يتركه صراعهم من اضرار بالأمن والسلم ، جواهر لال نهرو رئيس وزراء الهند وتيتو يوغسلافيا وعبدالناصر و وجود دول لها ثقلها الديني والسياسي والاقتصادي كالمملكة العربية السعودية ، اسسوا ماكان من الممكن ان يجنب الشرق الاوسط والعالم اليوم هذه المغامرات التي يرتكبها الفاشلون ويغذيها تنافس القوى العظمى .
نعم هي ( حركة عدم الانحياز ) وكانت تضم المملكة العربية السعودية بثقلها ومكانتها وتجاوز عدد اعضائها المائة دولة ، الحركة ومؤتمراتها حاليا اصبحت غير فعالة ومجرد القاء للخطابات وكان آخرها ماعقد في طهران عام 2012 ، حضور الحركة القوي بالفعل ( هو ماينقص العالم اليوم ) ، وليكن صراع القطبين الأعظم عسكريا مباشرة بينهما
وسيكون بمقدورهما ( الولايات المتحدة و روسيا ) برغم افتقادهما للزعامات التي كانت تحظر في بعض الفترات الرئاسية بقوة ، بإمكانهما ادارة التنافس الشريف او السيء بينهما بدون اشغال الأمن والسلم العالمي .
بقلم / جميل الغامدي