كما يقول بعض شراح الحديث : التراحم والتوادد والتعاطف وإن كانت متقاربة في المعنى لكن بينها فرق لطيف؛ أما التراحم فالمراد به : أن يرحم بعضهم بعضا بأخوة الإيمان لا بسبب شيء آخر؛ وأما التوادد فالمراد به : التواصل الجالب للمحبة كالتزاور والتهادي ، وأما التعاطف فالمراد به : إعانة بعضهم بعضا ، وفيه إشارة إلى عظمة هذا الدين وكماله بحثه على التآلف والتراحم ، فيعيش المسلم بين إخوانه وفي كنفهم معززا مكرما في عسره ويسره ، وقوته وضعفه ، وفي سائر أحواله ، فالواجب على أمة الإسلام أن تعي عدوها ، ومن يحاول شق صفها ، وتمزيق وحدتها فتحذره ( يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم ) ونحن في حرب مع أعداء الإسلام والسلام ، ومن أعظم ما نتقوى به على أعدائنا وحدة الكلمة ، واجتماع الصف ، ونبذ الفرقة والاختلاف ، ونبذ كل فكر متطرف ، والالتفاف حول قيادتنا الرشيدة والسمع والطاعة في المعروف ، وحسن الظن بهم كما وهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين.، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة ) وكل ما يهدد وحدة المسلمين وينخر في صفها يجب أن يبتر عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم .
حيث قال من اتاكم وامركم جميع على رجل واحد يريد شق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه ) ونحن في هذه البلاد المباركة بفضل الله مجتمع واحد ، وكلمة واحدة ، تحت راية خادم الحرمين الشريفين ، يحكم فينا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ويخدم قضايا الأمة الإسلامية والعربية ، ويحمل هم المسلمين في كل مكان ، ولا يخفى عليكم كثرة أعدائنا ويغيضهم هذا التكاتف والتلاحم الذي تعيشه بلادنا ، وهم لا يألون جهدا في محاولة تمزيق وحدتنا وتفريق صفنا ولكن بفضل الله ثم بفضل التفافنا حول علمائنا وحكامنا في هذه البلاد المباركة انقلب بصر الأعداء خاسئا وهو حسير و ( كلما أوقدوا نارا للحرب اطفأها الله ) وسنة الله ( ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله ) ولله الحمد أولا وأخرا وظاهرا وباطنا.[/JUSTIFY]