مساء الأحد المنصرم نظمت إدارة مستشفانا مشكورة بالتعاون مع الجامعة منافسات كروية بين أقسام المستشفى و كلية الطب كان المقصد الأهم منها إضفاء روح المرح و البسمة و الإلتقاء بين الزملاء خارج جدران المستشفى وكلية الطب بالإضافة إلى إشعال روح المنافسة الأخوية بين الجميع و بمجرد ان لامست قدماي أرض الملعب ( بدون تسخين طبعاً ) أكتشفت ان الوقت يمضي و لم أعد أمتلك تلك القدرة المتمكنة على استقبال الكرة و تسليمها أو حتى الجري و الإنطلاق بها كما كنت زمان بل بالكاد كنت أستطيع التمرير و التخلص من الكرة و إن كان التمركز و اللمسات لم تتغير الا إن اللياقة خذلتني بقوة و فعلاً هو ( وقت مضى ) !
كنت أظن أن كوني أعمل في مستشفى و أضطر للمشي و الوقوف كثيراً كافياً لجعل لياقتي مناسبة و لكن ظني خاب بشدة عندما حانت لحظة إثبات ذلك على ارضية الملعب فلا نزال نحتاج للرياضة مرتين أسبوعياً خارج نطاق العمل فنصف ساعة مشي سريع كافية للإبقاء على لياقة مقبولة و للعب الكرة بعد توقف طويل تحتاج لأشياء كثيرة قبل إستعادة ما فقد منذ زمن بعيد فاللعب بصورة دورية كفيل بإستعادة حساسية الكرة و العودة لوقت مضى !
برغم كل الصعوبات الا أن تلك المنافسات كشفت لي أننا نحن الجراحين يسهل أستفزازنا داخل الملعب و ( شوي ) كنا راح نضرب الحكم بالإضافة إلى الزملاء من الطوارئ فهم أشتركوا معنا في العصبية و كان تغلبنا عليهم كروياً قاسياً و فرحهم لخسارتنا المباراة النهائية بطريقة ( جحفلية ) ذكرني بتلك الجماهير التي تفرح لخسارة منافسها لعدم قدرة فريقها على التغلب عليه !
هي نصيحة أقدمها للجميع و أبدأ بنفسي و هي عدم ترك المشي بقدر الإمكان من ٢-٤ مرات في الأسبوع فالمشي يبقي على القلب شاباً و يساعد جميع الأعضاء على العمل بأفضل طريقة و يساعد على التخلص من الضغوط و الوزن الزائد و الشحوم الضارة و فوائد أخرى كثيرة و يكفي أنها تجعل الجسم متوازن لياقياً !
كل الشكر و التقدير للقائمين على ذلك الأحد الجميل و الذي أثبت فيه قسم الجراحة أنه أحد الأعمدة الرئيسية في مستشفانا ( كروياً ) بعد تخطي قسم الباطنة و الأطفال ثم الطوارئ و ان كانت الخسارة من قسم علم الأمراض لم تكن متوقعة و لكن هذا هي حلاوة كرة القدم في قساوتها أحياناً !
عندما خطر العنوان في بالي كانت الأفكار تتجه نحو أيام أول و تحولات الحاضر و لكن الفكرة توجهت لسلامة الجسد و إستعادة اللياقة بالعودة للرياضة و المشي على وجه الخصوص !
الله يا وقت مضى .. لو هي بيدينا ما تروح
الله يا عمر قضا .. بين الأماني و الجروح
خاتمة:
المشي .. المشي .. المشي !
د. خليفة الملحم[/JUSTIFY]