ويأتي اهتمام المملكة بالشأن البيئي ، ولما تواجه دول العالم من تحديات بيئية متنامية نتيجة للتزايد السكاني وتسارع الوتيرة الصناعية والاقتصادية والعمرانية والزراعية، وما تولده من مخلفات وآثار سلبية في الأوساط البيئية، إضافة إلى تناقص الموارد الطبيعية نتيجة الإيفاء بمتطلبات التنمية وتحقيق المزيد من الرفاهية للإنسان لضمان تنمية مستدامة تستمر للأجيال القادمة.
وقد أهتمت جمعية الكشافة العربية السعودية منذ تأسيسها عام 1381هـ ، بالعمل البيئي والذي يأتي كأحد أهم مجالاتها في مناهجها بمختلف المراحل الكشفية وحرصت على تقديم العديد من المبادرات التي تهتم بالبيئة وكان من ابرزها التظاهرة الكبيرة التي اقامتها بمناسبة الأسبوع الكشفي الخليجي الموحد لحماية البيئة خلال الفترة 5-11 شعبان عام 1420هـ ، حينما قامت بحملة لتنظيف وادي حنيفة بالعاصمة الرياض ، رفع خلالها 1000 كشاف 10454 من النفايات والمخلفات الورقية والبلاستيكية والزجاجية والمعدنية .
كما أطلقت الجمعية عام 1430هـ المشروع الكشفي الوطني لنظافة البيئة وحمايتها الذي أستمر حتى اليوم وفق رؤية تدعو إلى أن تصبح المحافظة على البيئة سمة مميزة للمجتمع، ورسالة تؤكد أن النظافة سلوك وممارسة عملية، لتحقيق مجموعة من القيم تتمثل في الانتماء الوطني، وتقدير المسئولية، والمبادرة الايجابية، والتعاون بين أفراد الكشفية وأعضاء المجتمع، ومحبة الآخرين، ليصل الجميع إلى الهدف المنشود بتنمية مسؤولية المجتمع لحماية البيئة من خلال الممارسة العملية، وتعزيز قيمة النظافة والمبادئ المرتبطة بها.
وقد اختير هذا المشروع كأحد أبرز المشاريع البيئة على مستوى العالم وتم عرضه في يناير 2011م أمام 1287 قائداً كشفياً يمثلون 108 جمعية كشفية وطنية من مختلف دول العالم خلال المؤتمر الكشفي العالمي التاسع والثلاثون الذي استضافته البرازيل ، وكان أحد أهم المشاريع في كسر حاجز المليار ساعة عمل بالمشروع الكشفي العالمي رسل السلام في سبتمبر الماضي، وأبرمت الجمعية في سبتمبر الماضي مع وزارة البيئة والمياه والزراعة، مذكرةَّ تفاهم للتعاون في مجال البيئة.
ويأتي اهتمام الحركة الكشفية عالمياً بالبيئة منذ تأسيسها عام 1907م على يد مؤسسها اللورد سميث بادن باول الذي لم يترك مجالاً في كتبه التي أصدرها إلا وتطرق لقضية الاهتمام بالبيئة والعناية بها حتى أصبح الكشاف ملزماً بالعديد من التقاليد عند الرغبة في الخروج إلى الخلاء، وأصبح يدرك أن البيئة هي حياته ومتعته التي يملكها ملكية خاصة حيث يمارس هوايته ويتفكر في قدرة الخالق وعظمته بعكس الآخرين من العامة الذين يملكونه ملكية عامة ، كما أن المنظمة الكشفية العالميةWOSMتولي ذلك الجانب اهتماماً كبيراً؛ والتي وُقّعت في المؤتمر الكشفي العالمي في نيروبي عام 1973 مع الصندوق العالمي لحماية الطبيعةWWF مذكرة تفاهم للاهتمام بحماية البيئة بين الشباب بطرق تربوية جذابة.[/JUSTIFY]